وشهدت المسابقة مشاركة واسعة من قبل طلبة الجامعات المحلية عكست حجم الاهتمام الطلابي بالابتكار الرقمي، حيث تنافس فيها 17 فريقًا، ضمّ كل منها بين 3 إلى 5 طلاب. وقد برزت خلال فعاليات التحدي مستويات متميزة من الإبداع والتفكير التحليلي، الأمر الذي جسد قدرة الشباب البحريني على توظيف التقنيات الحديثة، ومواكبة التطورات المتسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
وبهذه المناسبة، أوضح سعادة السيد محمد علي القائد، الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، أن مسابقة (AI GameDay) تمثل منصة وطنية رائدة لتطوير مهارات الطلاب في الابتكار وحل المشكلات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، مؤكدًا أن هذه المبادرة تجسد رؤى القيادة الحكيمة في تمكين شباب الوطن في مجالات التقنية والابتكار ليكونوا شركاء فاعلين وبناة المستقبل الرقمي ورواد الابتكار في الوطن، مشيراً أن تنظيمها يأتي ترجمةً لتوجيهات الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية، رئيس اللجنة الوزارية لتقنية المعلومات والاتصالات، وحرصه الدائم على تعزيز قدرات الشباب البحريني وصقل مهاراتهم العلمية لبناء مستقبلهم الرقمي والمساهمة بفاعلية في مسيرة التحول الرقمي الوطني.
وأشار سعادته إلى أن المبادرة تندرج ضمن رؤية وطنية أوسع في تعزز الاستثمار في العقول الشابة، وتأتي استكمالا لمسيرة التحول الرقمي منذ إطلاق الاستراتيجية الأولى للحكومة الإلكترونية عام 2007، وصولًا إلى الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي 2023، التي رسّخت اعتماد التقنيات المتقدمة ودعم الابتكار، منوهًا باهتمام الحكومة بتوظيف وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر تشكيل لجنة مختصة لبحث ودراسة أولويات الذكاء الاصطناعي وتحديد توظيف هذه التقنية، والتي نتج عنها إصدار ميثاق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والذي اعتمد خليجًا، فضلاً عن تشكيل إدارة الابتكار التقنيات المتطورة بالهيئة.
وأكد سعادته أن بناء القدرات الوطنية وتطوير المهارات التقنية يشكل محورًا أساسيًا لدعم جاهزية المملكة للمرحلة المقبلة، مستعرضًا أبرز البرامج الوطنية كبرنامج تنمية الكوادر التقنية الذي حصل (114) مشارك فيه على وظائف في القطاعين العام والخاص، وبرنامج مواهب الذكاء الاصطناعي ومسابقة الذكاء الاصطناعي.
وأضاف سعادته أن المسابقة أسهمت في تمكين الطلاب من تطوير مهاراتهم العملية في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وتعزيز العمل الجماعي وتوظيف القدرات الإبداعية لتقديم حلول مبتكرة، بما يتماشى مع توجهات الحكومة الموقرة في إعداد كفاءات وطنية مؤهلة في التقنيات الحديثة. وأكد أن مستوى التنافس والإبداع الذي أظهره المشاركون يعكس طموح وإصرار الشباب البحريني وقدرتهم على مواكبة أحدث التطورات التقنية وتوظيفها في ابتكار حلول مؤثرة.
وختم سعادته تصريحه بتهنئة جميع الفرق الفائزة والمشاركين على ما أبدوه من أداء متميز، مؤكدًا أن هذه المبادرة توفر بيئة عملية محفزة تُترجم المعرفة إلى تطبيقات واقعية، وتدعم إعداد جيل وطني قادر على قيادة مستقبل البحرين الرقمي بثقة وكفاءة، بما يسهم في تعزيز الابتكار الرقمي ودعم مشاريع التحول الرقمي الوطني.
من جانبه، أكدّ سعادة اللواء فواز حسن الحسن آمر الأكاديميّة الملكيّة للشرطة أن استضافة الأكاديميّة لمسابقة الذكاء الاصطناعي تأتي في إطار نهج قيادتنا الحكيمة في تمكين الشباب البحريني وتطوير قدراتهم في مجالات الابتكار والتقنية، موضحاً أن الأكاديمية تُعلي من دورها في المسؤولية المجتمعية عبر توفير بيئة تعليمية وتدريبية داعمة للمبادرات الوطنية، وتمكين الطلبة من مهارات المستقبل. مشيراً إلى أن الأكاديمية تتطلع للانتقال بشراكتها مع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية إلى آفاق أوسع في دعم جهود الابتكار والتحول الرقمي ، بدعم وتعاون عدد من الجهات الوطنية والدولية ذات العلاقة بما يعزز جودة البرامج وبناء جيل قادر على الابتكار وصناعة المستقبل.
من جهته أعرب الشيخ زياد بن فيصل آل خليفة، نائب الرئيس للشؤون الحكومية في stc البحرين، عن سعادته برعاية الشركة لمسابقة تحدي الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن دعم المبادرات التي تعزز مهارات الشباب البحريني في التقنيات الحديثة يمثل جزءًا أساسيًا من التزام stc تجاه المجتمع.
وأوضح أن مشاركة stc في هذا الحدث تأتي ضمن دورها في تمكين الكفاءات الوطنية، وتزويد الطلبة بالمعارف الرقمية ومهارات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، بما يسهم في تعزيز الابتكار وفتح آفاق جديدة للتطوير المهني. كما أشار إلى أن نجاح هذه المسابقة يعكس التعاون المثمر بين هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، والأكاديمية الملكية للشرطة، والجهات الأخرى بما فيها stc البحرين، وما يمثله هذا التكامل من دعم لمسيرة التطور الرقمي في المملكة.
واختتم تصريحه بتقديم الشكر للمنظمين والمشاركين على جهودهم المميزة، مؤكدًا استمرار stc البحرين في دعم المبادرات التي تساهم في إعداد جيل رقمي قادر على قيادة مستقبل البحرين.
وخلال الحفل، تم عرض فيلم قصير استعرض أبرز محطات مسابقة تحدي الذكاء الاصطناعي 2025، بما عكس جهود الطلبة وإبداعاتهم في مختلف مراحل التحدي. كما تم تكريم الفرق الثلاثة الفائزة بالمسابقة بالجوائز المالية المقدمة من شركة stcالبحرين، حيث حصل المركز الأول على 1500 دينار بحريني، والمركز الثاني على 1000 دينار، والمركز الثالث على 500 دينار، فيما حصلت الفرق من الرابع حتى الثامن على فرصة الانضمام إلى دورات تدريبية متخصصة ضمن مشروع المعرفة العربي المقدم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتهدف هذه الجوائز والفرص التدريبية إلى تطوير مهارات المشاركين العملية وتعزيز قدراتهم على الابتكار، بما يواكب متطلبات سوق العمل والتطور التقني الحديث، كما تضمن الحفل تكريم الجهات الداعمة للمسابقة تقديرًا لدورها المحوري في إنجاح هذه الفعالية.
جدير بالذكر أن المسابقة قد تضمنت تقديم سلسلة من الدورات التدريبية الافتراضية قبل يومين من انطلاقتها، بهدف رفع مستوى المعرفة التقنية للطلاب، وتجهيزهم لخوض التحديات بثقة، تحت إشراف خبراء مختصين، ما أتاح لهم الاستعداد الأمثل لتطبيق حلول مبتكرة خلال المسابقة. وشمل التحدي ثلاث مراحل رئيسية، صُممت جميعها لتمنح الطلبة تجربة عملية متكاملة في استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء حلول واقعية وملموسة.
إذ شملت المرحلة الأولى مهمة "الشفرة الغامضة"، وفيها ابتكر الطلبة تطبيقًا تفاعليًا يحوّل أي جملة أو وصف يدخله المستخدم إلى نصوص وصور مبتكرة خلال ثوانٍ. ما مكنهم من استيعاب قوة الذكاء الاصطناعي في تحويل الأفكار إلى إبداع فوري، وتعزيز مهاراتهم في بناء تجارب رقمية ممتعة وسهلة الاستخدام. تلي ذلك المرحلة الثانية والمتضمنة مهمة " صوت اليونيكورن" والتي تعلم فيها الطلاب كيفية تحليل المكالمات الطويلة واستخلاص المعلومات المهمة منها تلقائيًا، دون الحاجة للاستماع لساعات من التسجيلات. ما عزز فهمهم لدور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الخدمات، ومساعدة المؤسسات على الاستفادة من بياناتها بسرعة وأكثر دقة.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة من التحدي فقد خصصت لمهمة " يونيكير" التي ركزت على قطاع المعلومات الصحية، حيث عمل الطلاب على تنظيم وتحليل بيانات طبية معقدة بطريقة ذكية تسهّل عملية الوصول إلى المعلومات بسرعة وكفاءة. ما أكسبهم خبرة عملية في بناء حلول تعزز أداء العمل الطبي، وتدعم اتخاذ القرارات المبنية على بيانات دقيقة.
يشار إلى أن هذه المراحل الثلاث قد ساهمت في منح الطلبة تجربة عملية حقيقية مكّنتهم من تطوير حلول مبتكرة تحاكي احتياجات القطاعات المختلفة، ورسّخت مهاراتهم التقنية والتحليلية، وأسهمت في إعدادهم ليكونوا جزءًا فاعلاً في مسيرة التحول الرقمي الوطني.
#فريق_البحرين #الابتكار #الحوسبة_السحابية #الذكاء_الاصطناعي #تكنولوجيا_المعلومات #الجامعات #مسابقة #أمازون